ثانية واحدة والسنة الجديدة تبدأ، الجو دوشة بس مبسوطين، سقعة بس من كتر الحركة واللبس التقيل حاسين بدفى، الألعاب النارية في لحظة خليتنا موقفين مبهورين واللى خلانا مبهورين أكتر سانتا كلوز وهو طاير بعربيته والرنة قصادها، المشهد كان جميل، وكل مشهد جميل عارف بيكمل بإيه؟ كوكاكولا، كوكاكولا معاك في كل وقت، إفتح تفرح، وهنا بيجي سر استراتيجية تسويق كوكاكولا وصناعة سانتا كلوز
انا متأكد انك مبسوط وانت بتقرا المقدمة وتخيلت المشهد وابتسمت، كوكاكولا على مدار 100 سنة كانت مدرسة في إنها تعلمنا ازاى نأثر على مشاعر القارئ أو المتفرج, إستخدامها للسرد القصصي أو ال Storytelling أقل ما يقال عنه إنه عظيم، بس الأعظم إنك تعرف إن كوكاكولا كانت السبب في إننا نعرف سانتا كلوز بالشكل الحالي، تأثر على مشاعرنا وتخلينا نشتري واحنا مبسوطين، وده بيخليك كشخص بيشتغل في مجال ال Marketing أو ال Advertising أو مؤسس Startup تسأل نفسك، ماركتنج ولا مشاعر مين يكسب؟
بداية سانتا كلوز وكوكاكولا.
سنة 1931 العالم أتغير ومعاه مجال ال Marketing و ال Advertising لما بدأت شركة Coca Cola تستخدم الصحف الشعبية في التسويق ليها، بس اللي كان في دماغ ارتشي لي المدير التنفيذي لوكالة D’Arcy للدعاية والإعلان واللي في نفس الوقت يشتغل مع Coca Cola انه مش هيعمل مجرد Campaigns هو هيعمل حاجة قوية وجديدة ووقتها قرر يستخدم شخصية بابا نويل في الـ Campaigns، بس مش بابا نويل بتاع زمان هو كان عايز شخصية واقعية وتبقى رمزية لأعياد الميلاد ورأس السنة، لإن وقتها كان فيه أشكال مختلفة للشخصية زي إنه بيكون لابس جلود الحيوانات أو قزم.
كلفت Coca Coca الرسام هادون سوندبلوم، بتطوير صورة لشخصية سانتا كلوز نقدر نستخدمها في الإعلانات، بكل بساطة الشركة كانت عايزة سانتا، شخصية حقيقية وليها ملامح واضحة ومش مجرد زي، وهنا كان دور سوندبلوم إنه يفكر إزاي يقدم ده، وكانت النتيجة انه استلهم ملامح سانتا من قصيدة “زيارة من القديس نيكولاس” أو بمعنى أصح أكتر من وصف كليمنت كاتب القصيدة للقديس نيكولاس، خدوده وردي وبشرته بيضه وجسمه مليان، وظهر سانتا لأول مرة في نفس السنة وبدأت ملامح الشخصية تطور لمدة 35 سنة لحد أما وصل للشكل الحالي، بس خليني أقولك إن زي سانتا الأحمر ظهر قبل ما يفكر فيه سوندبلوم، عشان الحق بردو وكان واحد من أزياء سانتا في عيدالميلاد، لحد أما بقى الزي الرسمي، بس ازاي بقى أثر سانتا على مبيعات كوكولا وازاي كوكاكولا أثرت على مشاعرنا احنا؟
7 أيام على رأس السنة.
في اللحظة اللي أنا بكتب فيها المقال ده فاضل 7 أيام على رأس السنة، 7 أيام وسانتا هيكون بيوزع الهدايا، وهو بلغني من شوية عن 7 هدايا من مسيرته مع كوكاكولا خليني أقولهوملك.
الهدية الأولى: القصة دائمًا تكسب.
في إعلان كوكاكولا 2020 انت ممكن تعيط، كوكاكولا أساتذه في التأثير على مشاعرك بإستخدام ال Storytelling، واحدة من أقوى استراتيجيات كوكاكولا للعلامة التجارية نفسها هو السرد القصصي، عشان تتفرج على الإعلان وانت مبسوط زي الإعلان ده.
الهدية التانية: المشاعر.
متخيل الصراع اللي الأب بيمر بيه عشان أولادة ويعني ايه سايبهم عشان يجيب فلوس وفجأة يفتكر إن بنته اديته جواب قبل ما يمشي عشان يوصلة لسانتا، وهو في عرض البحر فيفتكر ويبدأ رحلته عشان يوصل لسانتا وفجأة يلاقي إن مكتوب في الجواب أنا عايزة بابا يكون هنا في العيد؟
التضحية، الحب، الشجاعة، 3 عناصر بيمثلوا تيمة الإعلان عشان تفضل متأثر وقت كبير وتفضل فاكرة ومش بس كده لا حاسس بمشاعر فرحة إن الأب رجع لبيته ولبنته.
الهدية الثالثة: الترابط.
معلش انا هتعبك معايا بس في الحته دي شوية، عشان لازم تتفرج على الإعلان ده، الترابط هنا مش بس بين العناصر في إعلان من سنة 97 لا خالص، الموضوع عدى بكتير، إتفرج على الإعلان بس وتعالى نكمل.
الترابط في إعلانات سانتا وكوكاكولا بشكل عام غريب، هو مش بيخليك مرتبط بس بالأجواء لا هو بيخليك مرتبط مع التفاصيل والأجواء وبيخليك تدخل في حالة تحس فيها انك سعيد وانت بتتفرج، الإعلان حقق ترابط بين كل أجواء عيد الميلاد، اللمة، السعادة، النور، الفرحة، وبين كوكاكولا، ومش بس كده شوفت العربية اللي سانتا راكبها، تقريبًا هي نفس العربية اللي كان بيوصل بيها الراجل لبيته في إعلان 2020، جامد يا جدعان.
الهدية الرابعة: البهجة.
الجمهور عايز يفرح، عايز يحس إنك معاه فعلًا وبتقدمله إضافة حقيقية في حياته، ايه يعني حاجة ساقعة، ايه القيمة العظيمة في إني أشرب مشروب متلج في عز الشتا هيجبلي برد ويخلي وزني يزيد، بس في قيمة في إني إشرب مشروب متلج في عز الشتا يخليني مبسوط وحاسس ببهجة، وده سبب اساسي لإعلانات كوكاكولا في الشتا وفي الكريسماس.
خلينا نبعد عن فكرة إننا نتكلم في مبيعات مشروب متلج في الشتا وتعالى نبص على ال Relationship اللي قدرت كوكاكولا تبنيها على مدار سنين بينها وبين ال Customer بتاعها، وإنك تخلي المنتج بتاعك لما افتكره أفتكر الفرحة والبهجة مش حاجة سهلة زي ما انت متخيل، وإن المبيعات تزيد ده بقى أهم الأهداف، فتخيل كوكاكولا بتقدر تعمل ده في كل إعلان بتعمله، فمهم جدًا اننا تعرف هدف ال Business بتاعنا ايه وكل خطوة بنعملها هتوصلنا لإيه؟
الهدية الخامسة: تسعد نفسك ولا تسعد غيرك؟
كوكاكولا دايمًا بتقدملك اختيارين، الاول هو انك تسعد نفسك، تاخد كوكاكولا ببلاش، تاخد هدية أي حاجة المهم ان في النهاية انت اللي هتكون سعيد أو انك تسعد غيرك، عيدالميلاد هو عيد كل شخص بيدور على انه يقدر حاجة أو يسعد شخص غيره وده اللي بيدور حواليه كتير من إعلانات كوكاكولا في عيدالميلاد، سواء السعادة دي بيقدمها سانتا أو الأشخاص العاديين، المهم إن هيكون في مشاركة، وده بيأثر على الإنسان بشكل كبير ويحرك مشاعره، لو انت مدير شوف بقى أخر مره أسعدت شركاء نجاحك امتى، وخليك جاهز انك تكررها قريب.
الهدية السادسة: التطور.
خليني أقولك إني عشان أكتب المقال ده اتفرجت على أكتر من 60 إعلان، مش مره ولا اتنين لا، كنت بتفرج بالورقة والقلم وأدون ملاحظاتي عن كل إعلان، كوكاكولا مع بداية فترة الخمسينات قدرت تواكب التطور في دخول الرسوم المتحركة لإعلانها ومش بس كده لا، دخول أفكار جديدة زي إن مجسم سانتا يتكلم أو إن ازايز كوكاكولا هي اللي تغني وتقدم الإعلان.
و مع دخول الجرافيك والرسوم المتطورة كوكاكولا بردو قردت بشكل سريع جدًا تكون متواجدة بكل شكل عصري، فلو أنت من الخمسينات هتلاقي حاجات شبهك جدًا وفي نفس الوقت حديثة عليك تخليك تنبهر، ولو من السبعينات هتلاقي حاجات تبهرك وجديدة عليك وتحسس قد ايه العالم متطور.
التطور في عالم الماركتنج بيحصل كل يوم، وفي عالم الأعمال و ال Entrepreneurship بيحصل كل لحظة، فحاول تخليك متطور أول بأول عشان لو ده محصلش في أيامنا دي، انت مش هتتنسي لا خالص، انت هتقفل في لحظة.
الهدية السابعة: الهدية الأولى والأخيرة.
الاستراتيجية اللي هتتحرك بيها هي ايه؟ لو مكنتش عارف انت بتعمل ده ليه وعندك أستراتيجية واضحة مش هتوصل لحاجة، كل اللي هتوصلة هي نقطة بداية جديدة هتحتاج فيها استراتيجية واضحة عشان توصل لحاجة.
كوكاكولا أقل حاجة أقول أقولهالك أنهم عباقرة في الوصول ليك، سواء ده من خلال إستراتيجية الإعلانات أو الماركتنج أو إستراتيجية الشركة في الأساس، الإستراتيجية والخطة دائمًا مقامهم بييجي في الأول لما تبدأ وفي الأخر لما تيجي تعدل ومن غيرهم انت مش بتعمل حاجة.
سانتا كلوز كل سنة بيلف العالم “عقبالنا يارب” عشان يوصل للناس هدايا، وانت بتلف العالم بطريقتك عشان توصل للناس، توصل بخدماتك ومنتجات شركتك أو بخدماتك وكلماتك لو انت مسوق بالمحتوى أو صانع محتوى أو كوبي رايتر، كل واحد مننا بيلف العالم بطريقته، وكل واحد مننا عنده الهدايا الخاصة بيه، اللي بيقدمها للناس وللجمهور ولكل شخص مستني مننا حاجة، اعرف هديتك ايه واطلبها، وأعرف الناس مستنية منك ايه هدية وقدمها، وبما إني بنزل المقال قبل عيد ميلادي بيوم النهاردة 23/12 وانا عيد ميلادي 24/12 تتخيل بقى ايه الهدية اللي انا عايزها منك؟